الأحد، 15 يوليو 2018

الفنان: حامد صقر (1945_2016م) .

(شكل 47)
- "حامد صقر"

- لوحة "الهلال"

- ألوان مائية بطريقة الرش
- أواخر التسعينيات
- ممتلكات خاصة

(شكل 48)
- حامد صقر

- لوحة "الكرة"

- ألوان مائية بطريقة الرش

   عالم "حامد صقر" التصويري يحمل من رؤى الأحلام وأطيافها الكثير، فعوالمه السحرية تدعو للتأمل والغرق في أعماقها، قوامها الضوء والظلال، ففي أعماله ((ينطلق جواد اللون الغامق مثيرًا لومضات الضوء كالنجم في ليل اللون، فتبرق بالإيحاء وتلتمع بالقيمة، وهذه هي أولى سمات الأعمال التي تستحق المشاهدة))(1)، ولاهتمام الفنان "حامد صقر" بالضوء أثرٌ في اختياره كموضوع لبحثه في رسالتَي.. الماجستير تحت عنوان "الضوء عند كارافادجو وأثره على مصوري الباروك"، والدكتوراه تحت عنوان "الضوء في التصوير المعاصر دراسة مقارنة"، وبالتالي انعكاسه في أعماله التصويرية، فالإضاءة عند "حامد صقر" حالمة، تحدث انفصالًا سحريًّا عن الواقع، وانعدام الإحساس بالزمن.

الميتافيزيقا في أعمال الفنان "حامد صقر".
   تعد ميتافيزيقا "حامد صقر" مختلفة، فلم يسجل عنصر الدمية في تصويره، ولكنه اكتشف "الفراغ الميتافيزيقي"، وأحياه بالإضاءات غير الواقعية، والربط بين الجانب الفلسفي والجانب التصويري كسمات المدرسة الميتافيزيقية، فتحمل لوحاته طابع الغموض، ومحاولة البحث عن المعنى وراء العناصر، ولاهتمامه بتأثير الضوء وما يمنحه من إشراق، وما تثيره الظلال من تأثير سحري، أنتج عالمًا ميتافيزيقيًّا يذكرنا بعالم "جورجيو ديكيركو" وإضاءته، ولكنه مختلف -أيضا-؛ ((لأن فنه ذهني في أساسه، فهو يجنح إلى التجريد دون أن ينغمس فيه انغماسا كليا، وإن بدا للوهلة الأولى تأثره بهندسية أسلوب "موندريان" الصارمة، غير أن تلك الصرامة "الموندريانية" ترقى في لوحات "حامد صقر"، ويواصل هوايته في ترتيب كون من صنعه، يحدث به المفاجآت ويثير الدهشة، ففي لوحة (الهلال) لا نرى الهلال جليلا مثلما نراه في فضائنا السماوي (شكل47)؛ بل نراه في اللوحة، وقد سقط أرضًا وصار شبيهًا بالطبيعة الصامتة، شكل ساكن يلقي ظله على الأرض، فيما يظهر كوكبان في الذروة يسبحان))(2)، و((في اللوحة تأثر واضح بالمصورين الميتافيزيقيين، غير أن حرصه على المبالغة في الأناقة وميله إلى تنسيق العلاقات بين العناصر المجسمة والعناصر المسطحة تقنعنا بأن ميله إلى المباريات الذهنية (الشطرنجية) الحرة أكثر من حرصه على الانتماء الكامل إلى أسلوب فني بعينه يتجمد عنده.)) (3)، وأيضا في استخدامه لعناصر الطبيعة الصامتة، لم يستخدم أواني وفخارات تقليدية، وعند اختياره لثمرة تفاح (شكل48) ((اصطفى من كل ثمار التفاح واحدة، ورسمها ببراعته الفذة في نقل الواقع، وإن أزال عنها كل شوائب المناخ الطبيعي، وجعلها تبدو أقرب إلى كتلة من "الكريستال"، وأحاط ثمرته المنورة بأصداء لها، اتخذت هيئة كتلتها المستديرة، وإن ابتعدت عن المشابهة الكاملة معها.)) (4) فأصبحت أقرب للكرة وسط عالم تجريدي ميتافيزيقي .
.......................
(1)
إبراهيم عبد الملاك_ مقال بجريدة صباح الخير _ الثلاثاء 29أغسطس 2000م _ عن معرض أجواء تصويرية للفنان حامد صقر.
(2)
محمود بقشيش _ دراسة نقدية بمجلة الهلال_ عام 2000 م _ ص 137 .
(3)
المرجع سابق_ ص (137، 140) .
(4)
المرجع سابق ، ص 136 .
_______________
مقطع من الفصل الرابع لرسالة الماجستيرللباحثة/ سهام محمد..
بعنوان: "الميتافيزيقا في أعمال الطبيعة الصامتة عند جورجيو موراندي وتأثيرها على بعض مصوري أوروبا ومصر".
#سهام_محمد
القاهرة_ 2018م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق